الليل نعم الليل ..

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الليل نعم الليل ..
أخاف من الليل من وسواسه وهسيسه وجرائمه الصغيرة....
هل تدرين ياسيدتي كيف أخاف من الليل؟ لا أحد يدري ألا من صار ضحية وسواسه وهسيسه وجرائمه الأنيقة... في الليل محكوم على قلوب العاشقين أن تنبض بالحنين، وأن يبتسم القلب مع الذاكرة، يرجع الهدوء وينام الرأس على ( مخدة ) من ريش العصافير....
ذلك هو الليل كما ينبغي أن يكون، وأذا مرت على ساعاته بعض حالات الجنون والدموع، سيكون أجمل، وأذا طفح الحب وغادر القلبجلد المحبين، يكون أعذب، وأن كتب العاشق ألاف الكلمات على صخرة من هواء الشتاء، يصبح الليل أعظم، نعم سيدتي ذاك هو الليل،كما تعلم القلب أت يعيش فيه....أما حكايتي مع الليل حكاية لعنةودقائقه لعنة، وسواس يمشي على جدران البيت، هسيس يتسلل في العروق ظلام لايشبه ظلام، ليل شرير، صدى بلا صوت، صراخ من دون جسد، ليل قصير لكنه لاينتهي أبداً، لا مطر فيه ولا برق يؤنس الروح،ليل خبيث يلبس السواد مبكراً، ولا ينزع ثوبه الملوث بالجروح قبل أن يرى المحبيين ضحايا...!
سيدتي : ماذا يريد هذا الليل مني؟ أنا تعبان لم ينفع النوم ولا حبوب الفليوم لاعلاج لي سوى أن أنسى ويــتـــغـــير دمــي .... لكنني أحب هذا النوع من العذاب أحبه حقاً لأنه يعطيني عبر ودروس أخرى قد أستفاد منها في المستقبل ... وأحبه أيظاً لأنه في بعض الأحيان يأخذني الى الجنون بسرعة... الجنون رصاصة الرحمة أذا غاب أحدنا عن الآخر ... وأنا لا علاج لي يامولاتي سوى أما أن أستفاد من هذه الدروس وأما الجنون... أية لعبة يلعبها الشيطان معي؟ ألا يكفي هذا النياح الذي أسمعه وحدي؟ ألا يكفي الليل ما ينفذ من جرائم في حق جلدي وأوردتي؟ ماذا يريد الشيطان مني؟ وقد أخذ من جسدي كل ما فيه من دم ودموع....
سيدتي ..ياأنبل أمرأة أنا مسؤول عن تعبي وجنوني وعذابي... أنا مكتوب على جبيني منذ ولادتي بأنني منذور للشيطان يفعل بي مايشاء .. منذور للخسارة .. منذور لهذه الليلة التي صارت عليّ أطول من سنوات عمري ...
سيدتي :
زقاق المخ في رأسي مغلوق من كل الجهات ... مناطق الذاكرة مختومة بالشمع الأحمر ...أنا الآن رجل بلا رغبات، بلا ذاكرة لأنا بريء من أسمي وأفعالي وذكرياتي، بريْ منها الى يوم القيامة... لا أريد سوى ليلة واحدة أهدأ فيها، عساني أصحو في الصباح فأقول ( صباح الخير أيها العالم ) أو أهمس تحت السماء ( صباح الخير أيتها السحب البيض ) ...وأقسم بالله يامولاتي كلما أزداد الجرح كلما تمسكت بك أكثر ... سأحرق كل الجروح بل سأحرق نفسي وأمشي محروقاًً في الشوارع كلها لئلا أعيش ثانية في ذلك الليل اللعين.
أعذريني ياسيدتي ..
سأنام الآن، من يدري ربما أصحو هادئاً وأقول صباح الخير أو أصحو مجنوناً أترنح في الشوارع فكيف تكون حالتي وتجديني ألف الشوارع وأصرخ قائلا :
برغم المصائب التي عشتها أحبك الآن أكثر ...
سيدتي معذرةً ..
أنا الذي أحبك الآن أكثر.
...............................................
أغلى تحية للأخت الوفية